للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- قال ابن سعدي: «بإخلاصهما لله تعالى» (١).

وهذا الخلق -أعني: الإخلاص- متعلق بتعلق القلب بالله وتجريد العمل له سبحانه، وهذا من أعلى مقامات الأخلاق في التعامل مع الله تعالى.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- يحج متواضعًا لله ويدعوه أن يجنبه الرياء.

- فعن أنس -رضي الله عنه- قال: حَجَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى رَحْلِ قَطِيفَةٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لِي بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، ثم قال: «اللَّهُمَّ حَجَّةً لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ» (٢).

ومن هذا الحديث نستنبط خلقين كريمين متلازمين مع عبادة الحج ألا وهما: خلق التواضع لله، وخلق إخلاص العمل له -سبحانه وتعالى-.

ثانيًا الأخلاق مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-:

أخرج الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في «صحيحه» من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: «لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» (٣).

ولا شك أن هذا الحديث أصل في الاتباع، وهذا الجانب الخلقي العظيم هو من أَجَلِّ أخلاق المؤمن مع النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- في تعظيم شريعته، واتباع سنته، والتمسك بطريقته بلزوم الاتباع واجتناب الابتداع.

يقول أبو إسحاق الرقي: «علامة محبة الله: إيثار طاعته، ومتابعة رسوله


(١) ابن سعدي (١/ ١٤٦).
(٢) صحيح لغيره (١٢٢) صحيح الترغيب والترهيب، الألباني.
(٣) رواه مسلم في صحيحه (برقم: ١٢٩٧).

<<  <   >  >>