للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣)} [الصف: ٢ - ٣].

- يقول ابن سعدي في تفسير هذه الآية: «لم تقولون الخير وتحثون عليه، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به» (١)، وهذا يدل على التحذير من مخالفة القول الفعل خاصة في حق المربين والدعاة لأن ذلك يؤدي إلى سلب الثقة منهم وتصبح أقوالهم غير مؤثرة في السامعين.

أولاً: دور القدوة السيئة في توجيه الناشئة إلى المفاسد:

الإنسان مخلوق اجتماعي، منفعل ببيئته، متأثر بها ومؤثر فيها، ولا يستطيع أحد أن يدعي أنّه يمكنه العيش في مجتمع فاسد أو بين أناس فاسدين دون أن يتأثَّر بهم بنحو من التأثّر، فقد ورد في القرآن الكريم، على سبيل المثال، قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (٢٧) يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (٢٩)} [الفرقان: ٢٧ - ٢٩].

وفي ذلك إشارة واضحة إلى أنَّ الانحراف الذي أصاب سلوك هذا الظالم تأتَّى من مرافقته لخليل استطاع أن يضلَّه بالرغم من معرفته بكلام الله (الذكر). وبدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

وقد أكَّدت الدِّراسات التربويَّة الحديثة على خطورة النمذجة كعنصر مؤثِّر وفعَّال في تشكيل سلوك الأولاد والناشئة.


(١) السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، مرجع سابق (جـ ١) (ص ٥١).

<<  <   >  >>