رابعًا: التعرف على هدي وشمائل سيد المتواضعين -صلى الله عليه وسلم-، والسعي للتخلق بأخلاقه:
وكذلك التعرف على صفات سائر المتواضعين من صالح المؤمنين، والتخلق بأخلاقهم، ومعرفة ثواب المتواضعين في العاجل والآجل، والتأسي بفعالهم، وهذا كله مما يعين على التواضع والبعد عن التكبر والتعالي على الناس.
خامسًا: العلم بالله سبحانه وبأمره ونهيه وثوابه وعقابه، له أبلغ الأثر في صلاح حال العبد واستقامته:
وكذلك الحرص على التفقه في الدين عمومًا، مع محاسبة النفس، ومجالسة أهل الفضل والعلم والعقل والدين، كل ذلك من العوامل المعينة على نبذ الكبر والإعراض عنه، والتخلق بأخلاق المؤمنين والكملة من عباد الله الصالحين.
الوصية الثالثة من وصايا لقمان لابنه في الجانب الأخلاقي:
٣ - الأمر بالقصد في المشي تواضعًا
قوله سبحانه:{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}[لقمان: ١٩].
[تمهيد]
إن نعمة المشي من نعم الله على خلقه، وقد قسم سبحانه هذه النعمة بين خلقه كما قسم بينهم أرزاقهم وجميع آلائه بينهم، {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ}[النور: ٤٥] كالحيات، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ}[النور: ٤٥] كسائر البشر، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ}[النور: ٤٥] كالبهائم وغيرها من المخلوقات، وهكذا سبحانه {يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[النور: ٤٥]، ويعطي كل مخلوق ما يناسبه ويهديه إلى ما يلائمه، فهذا خلقه، فسبحانه قد أحسن وأحكم كل شيء خلقه حكمة وعلمًا، {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤٥)} [النور: ٤٥].