للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأهلي» (١).

[البشارة للزوج الصالح]

أما البشارة التي جاءت للزوج الذي يحسن صحبة زوجته، فهي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شهد له بكمال الإيمان الموجب لدخول الجنة، وبالأفضلية على سائر الناس.

فعن أبي هُريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَفْرُك مؤمنٌ مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر- أو قال: غيره» (٢).

ومعنى «يَفْرُك»: يبغض. ومعنى ذلك أن يتغاضى عمّا لا يمس الدين أو الخلق مما لا يوافق رغبته نظير الكثير من الأخلاق المرضية فيها. إذ إنه لا تتم السعادة الزوجية إلا بأن يؤدي كل من الزوجين ما يجب عليه نحو الآخر، لكن بعض الأزواج قد يتعسف في استعماله حقه على زوجته فلا يراعي كرامتها وإنسانيتها، فضلًا عن حقها في الإسلام فتجده يهينها ويظلمها ويماطل في أداء حقوقها.

وحتى لو كره الرجل من زوجته بعض الطباع التي لا تنتقص من دينها ولا تخدش من عرضها فعليه أن يصبر عليها ويتحمّلها لما في ذلك من العواقب الحميدة.

قال تعالى: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا


(١) صحيح: أخرجه الترمذيُّ في سننه: كتاب المناقب، باب فضل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- (رقم: ٣٨٩٥)، وابن حبان في صحيحه بترتيب ابن بلبان: كتاب النكاح، باب معاشرة الزَّوجين، (رقم: ٤١٧٧): كلاهما من طُرق عن: محمد بن يوسف: حدَّثَنا سفيان الثوري، عن هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- به، وقال الترمذي: «حسن غريب صحيح»، وصحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (برقم: ٢٨٥).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء (رقم: ١٤٦٩).

<<  <   >  >>