للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لربهم وخالقهم -سبحانه وتعالى-، ومن أهم أسباب زيادة إيمانهم وتحقيق الطمأنينة في نفوسهم، ومن أهم السبل المعينة على استقامتهم وسلوكهم الصراط المستقيم وثباتهم عليه.

قال ابن القيم: «فإن الإحسان إذا باشر القلب منعه من المعاصي، فإن من عَبَدَ اللهَ كأنه يراه لم يكن ذلك إلا لاستيلاء ذِكره ومحبته وخوفه ورجائه على قلبه، بحيث يصير كأنه يشاهده، وذلك يحول بينه وبين إرادة المعصية، فضلًا عن مواقعتها» (١).

ولذا كان من حكمة لقمان أن سعى لغرس روح المراقبة في نفس ولده، وبث مكانة عظمة قدرة الله تعالى وسعة علمه واطلاعه سبحانه على أفعال عباده في مكنون نفس فلذة كبده وثمرة فؤاده، وذلك لأن المراقبة من أفضل الطاعات وأعلاها وأشملها وأزكاها.

قال ابن عطاء: «أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات» (٢).

رابعًا- بيان لأهم ثمار المراقبة:

ولمراقبة الله ثمار يانعة وقطوف دانية فمن أبرزها وأجلها:

١ - المراقبة تُحقِّقُ للعبد معية الله وتأييده:

٢ - قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨)} [النحل: ١٢٨].


(١) الجواب الكافي (٧٠).
(٢) ينظر: إحياء علوم الدين (٤/ ٣٩٧).

<<  <   >  >>