إن وجود الأسرة هو امتداد للحياة البشرية، وسر البقاء الإنساني، فكل إنسان يميل بفطرته إلى أن يَظْفَرَ ببيتٍ وزوجةٍ وذريةٍ.، ولما كانت الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع لكونها رابطة رفيعة المستوى محددة الغاية، فقد رعتها الشرائع السماوية عمومًا؛ والإسلام خصوصًا، وإن كان الإسلام تميز بالرعاية الكبرى، قال تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ}[الأحزاب: ٧٢].
جاء ضمن معاني الأمانة؛ أمانة الأهل والأولاد، فيلزم الولي أن يأمر أهله وأولاده بالصلاة، ويحفظهم من محارم الله، لأنه مؤتمن ومسؤول عما استرعاه الله (١)، وإِنَّ التأكيد على أهمية دور الأسرة في رعاية الأولاد، لمن أَجَلِّ الأمور، التي يجب أن تتضافر جهود الآباء والأمهات، وأهل العلم، والدعاة، والتربويين، والإعلاميين وكل من له صلة وعناية بالتربية. للمحافظة على بناء الأسرة الصالحة في المجتمع، فهي أمانة أمام الله-تعالى- نحن مسؤولون عنها، فالمرء يُجزى على تأدية الحقوق المتعلقة بأسرته، إِنْ خيرًا فخيرٌ وإن شرًّا فشرٌّ،
(١) ينظر: البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي (١٠/ ١١٢)، ودرة الناصحين في الوعظ والإرشاد لعثمان الشاكر الخوبري (ص ١٦٩) بتصرف.