المدرسة من أهم المؤسسات التربوية والاجتماعية التي أنشأها المجتمع للعناية بالتنشئة الاجتماعية لأبنائه، وتربيتهم، وتهيئتهم، وإعدادهم للحياة، وهي مؤسسة منظمة لها قواعد ومنطلقات تربوية وتكمل تربية النشء إلى جانب التربية في المنزل، وهذه المدارس تختلف في قوتها وضعفها باختلاف أنظمتها والطاقم التربوي الذي يتولى إدارة دفة العمل، وتؤثر في المدرسة البيئة المحيطة بها. من الطلاب الذين يشكلون تلك البيئة.
والواجب على المربي داخل الأسرة أن يختار لأبنائه المدرسة الطيبة ذات السمعة الطيبة الحسنة والتي تُعنى بالتربية الرشيدة، وتعنى باختيار المعلم القوي الأمين الصالح في نفسه المصلح لغيره، وتختار الثقات من المربين والإداريين ومن يقومون على أداء هذه الرسالة السامية، فإن انتقاء المدرسة والمدرس والمتابعة للولد في المدارس هي أمور في غاية الأهمية لما يترتب عليها من مصالح عظيمة ومنافع جليلة تعود على الأبناء وعلى أسرهم ومجتمعاتهم وأمتهم نفعها وثمارها. والمسلمون الأوائل كانوا يوصون مؤدبي أبنائهم بالعناية بهم، ويبذلون في ذلك كل غالٍ ونفيس لأجل تأديب أبنائهم، وكانت سنَّة المؤدبين في المجتمع الإسلامي الماضي سنة قائمة، وخصوصًا عند ذوي اليسار، يتخذون المؤدبين لأبنائهم.