للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنَّ إجلال الرَّبِّ تبارك تَعَالَى وتَعْظيمَه وتوقيره وتبجيله وَتَمْجيدَهُ مُسْتَلْزِمٌ لِتَعْظيمِ أمره ونهيه ولزوم أَحْكَامِهِ الشرعية وَمُراعَاةِ حُدودِهِ، والمسارعة في الاستجابة لأمره بفعل المأمور، وفي نهيه بترك المحظور.

[الأمر والنهي بين: (الدلائل، واللوازم، والآثار، والثواب والعقاب)]

أولاً: علامات ودلائل تعظيم الأوامر والمناهي:

[أ- من علامات ودلائل تعظيم الأوامر]

يقول ابن القيم: «أن يراعي العبد أوقاتها وحدودها، ويأتي بأركانها وواجباتها وسننها، ويحرص على كمالها ويسارع إليها عند وجوبها فرحًا بها، ويحزن عند فواتها كمن فاتته صلاة الجماعة ونحوها، وأن يغضب للهِ إذا انتهكت محارمه، ويحزن عند معصيته، ويفرح بطاعته، ولا يسترسل مع الرخص، ولا يكون دأبه البحث عن علل الأحكام، فإن ظهرت له الحكمة حمله ذلك على مزيد الانقياد والعمل».

[ب- من علامات ودلائل تعظيم المناهي]

«وأما علامات تعظيم المناهي فالحرص على التباعد من مظانها وأسبابها وما يدعو إليها، ومجانبة كل وسيلة تقرب منها، كمن يهرب من الأماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها، وأن يدع ما لا بأس به حذرًا مما به بأس، وأن يجانب الفضول من المباحات خشية الوقوع في المكروه، ومجانبة من يجاهد بارتكابها ويحسنها ويدعو إليها ويتهاون بها ولا يبالي ما ركب منها، فإن مخالطة مثل هذا داعية إلى سخط الله تعالى وغضبه، ولا يخالطه إلا من سقط من قلبه تعظيم الله تعالى وحرماته، ومن علامات تعظيم النهي أن يغضب

<<  <   >  >>