تلك هي مظاهر الشدة مع الصغير، وقد تصل إلى ضربه أحيانًا ضربًا غير مُبَرِّحٍ إذا بلغ سنًّا كمل فيها تمييزه وتحمله وهي سن عشر سنين.
ثانيًا- الابن الكبير:
أمَّا طريقة التعامل في استصلاح الكبير فتختلف تمامًا عن طريقة الصغير في إصلاحه وتأديبه، فالكبير إن كان أسلوب الإقناع والمجادلة بالحسنى والوعظ والتوجيه والإرشاد والمصاحبة لا يثمر ولا يجدي معه، ولا يؤثر فيه ولا يغيره، لجأ الوالد معه إلى الهجران، إنْ ظل الولد مُصِرًّا على ما هو عليه من التعنت وسلوك سبيل الأشرار، سبيل أهل الغي والضلالة سبيل الفجار، مجتنبًا سبيل أهل الخير والاستقامة والهدى، سبيل عباد الله الأبرار، قال النووي -رحمه الله-: «الهجر: الترك والإعراض»(١). اهـ.
[مشروعية التأديب بالهجر]
دل على مشروعية هذا النوع من التأديب، الكتاب، والسنة، وعمل الصحابة -رضي الله عنهم-، والمعنى الصحيح:
وجه الاستدلال من الآية: أن الله -عز وجل- ذكر الهجر ضمن العقوبات التأديبية التي تعاقب بها الزوجة الناشز، حيث أباح -عز وجل- للزوج أن يعاقب زوجته بالهجر إذا لم يُفِدْ معها الوعظ، متى أقدمت على مخالفته وعدم طاعته.