للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوضح الباحث ويقول: لا حرج من البحث عن الحكمة في مظانها، فيما يمكن أن تظهر فيه الحكمة، ومما بينه أهل الاستنباط، دون تكلف مذموم يؤدي إلى استمراء ذلك في كل أمر ونهي والوقوف عنده حتى تظهر له علته، وقد يفتح الشيطان على صاحبه بسبب ذلك بابًا لا يُسَدّ، من اعتراض دائمٍ ليس له حدّ.

ثالثًا: ومن أَجَلِّ آثار تعظيم الأمر والنهي

أنه يورث المؤمن دوام الاستسلام والانقياد لأمر الله ونهيه، ولا شك أن هذا من أهم عوامل الهداية والثبات على الدين والأمن من عذاب رب العالمين، كما قال سبحانه: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: ٢٢].

يقول الطبري: «فقد تمسك بالطرف الأوثق الذي لا يخاف انقطاعه من تمسك به، وهذا مثل، وإنما يعني بذلك: أنه قد تمسك من رضا الله بإسلامه وجهه إليه وهو محسن، ما لا يخاف معه عذاب الله يوم القيامة. أي: فقد أخذ موثقًا من الله متينًا أنه لا يعذبه» (١).

يقول ابن سعدي: «أي: بالعروة التي من تمسك بها توثق ونجا، وسلم من الهلاك، وفاز بكل خير» (٢).

رابعًا وختامًا: الأمر والنهي بين الثواب والعقاب:

إن العاقبة الحميدة للاستجابة للأمر والنهي؛ هي الجنة.

وإن العاقبة الوخيمة لمن لم يستجب للأمر والنهي؛ هي النار.


(١) الطبري (٢٠/ ١٥٠).
(٢) ابن سعدي (٦/ ١٣٥٥).

<<  <   >  >>