للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه هو الشرك بذاته؛ ذلك لأنَّ التشابه في وجهٍ أو فردٍ لا يلزم التشابه بينهما من كلِّ وجهٍ وفردٍ، وقد عذرهم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ذلك لأنهم كانوا حديثي عهد بكفر. ا هـ.

والمنتقل من الباطل الذي اعتاده، لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة لأن الصحابة الذين طلبوا ذلك لم يكن مضى على إسلامهم إلا أيام معدودة لأنهم أسلموا يوم فتح مكة ثم خرج بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى غزوة حنين فوقعت تلك الوقعة وهم في طريقهم إلى حنين (١).

[مخاطبة لقمان ولده بالحكمة (يا بني)]

- قال ابن كثير: «وهو يوصي ولده الذي هو أَشْفَقُ الناسِ عليه وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف; ولهذا أوصاه أولًا بأن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا، ثم قال محذرًا له: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣)} [لقمان: ١٣]» (٢).

قال الألوسي: «{يَابَنِي} تصغير إشفاق ومحبة لا تصغير تحقير» (٣).

قال البقاعي: «{يَابَنِي} خَاطَبَهُ بأحب ما يُخَاطَب به، مع إظهار الترحم والتحنن والشفقة، ليكون ذلك أدعى لقبول النصح» (٤).

[في معنى مخاطبة لقمان ولده بلفظ البنوة [يا بني]]

لقد افتتح لقمان وصاياه التربوية والإيمانية بكلمة عظيمة تَرِقُّ الأفئدةُ


(١) ينظر: فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد (١٤٧).
(٢) ابن كثير (٦٣٣٦).
(٣) الألوسي (٢١/ ٨٥).
(٤) البقاعي (٦/ ١٦٢).

<<  <   >  >>