للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرسًا، فاتَّخذ وليمةً وهيَّأ فيها ألوانًا من الأطعمة والأشربة، لكل لون لذة، وفي كل لون منفعة؛ فكذلك الصلاة دعاهم الربُّ إليها، وهيَّأ لهم فيها أفعالًا مختلفة، وأذكارًا، فتعبَّدهم بها ليلذَّهم بكل لونٍ من العبودية؛ فالأفعال كالأطعمة، والأذكار كالأشربة» (١).

وفيما يلي بيان لأهم الثمار التي يجنيها العبد من الصلاة.

أولًا- الصلاة حاجز بين العبد والمعاصي؛

قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥].

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: «لا تنفعُ الصلاة إلا مَن أطاعها»، ثم قرأ عبد الله: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥] (٢).

قال ابن سعدي -رحمه الله-: «والصلاة على هذا الوجْه: تَنهى صاحبها عن كلِّ خُلقٍ رذيل، وتحثُّه على كلِّ خُلق جميل؛ لِمَا تؤْثِره في نفسه من زيادة الإيمان، ونور القلب وسروره، ورغْبته التامَّة في الخير» (٣).

ثانيًا- الصلاة من أعظم الخصال المكفرة للذنوب:

فهي كَفَّارةٌ للخطايا والذنوب، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: ١١٤].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من


(١) تنبيه الغافلين للسمرقندي (ص ١٤٧).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة (١٣/ ٢٩٨).
(٣) بهجة قلوب الأبرار وقُرَّة عيون الأخيار في شرْح جوامع الأخبار (ص ١٦٨).

<<  <   >  >>