للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَرَّتَيْنِ» (١).

ويقول سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- لابنه: «يا بني، إيَّاك والكبر، وليكن فيما تستعين به على تركه: علمك بالذي منه كنت، والذي إليه تصير، وكيف الكبر مع النُّطفة التي منها خُلِقْتَ، والرحم التي منها قُذِفْتَ، والغذاء الذي به غُذِّيتَ» (٢).

فمن كان هذا منشأه وتلك أطواره وأحواله فمن أين يداخله الكبر والتعالي على الخلق، فلا يليق بالمخلوق الضعيف الفقير من كل وجه وفي كل حال إلى الله الغني الحميد من كل وجه وفي كل حال، إلا الذل والخضوع والتواضع لله ثم لعباده.

ثالثًا: التأمل في عاقبة المتكبرين.

ويتأمل مصير المتكبرين وأولهم إبليس، والنمرود بن كنعان، ثم فرعون وهامان وقارون، مرورًا بأبي جهل بن هشام، وأُبي بن خلف، ومن سار على دربهم من سائر المتكبرين والعتاة المتجبرين، وما آلوا إليه وما عوقبوا به في العاجلة، مع ما ينتظرهم من سوء المصير والمآل في الآخرة، ومعرفة بغض الله للمتكبرين، وأن الكبر يوجب لصاحبه النار؛ لأنه منازعة الرب أخص صفاته سبحانه، كما أسلفنا.

أما مصير هؤلاء المتكبرين ومآلهم يوم القيامة فقد أخبرنا الله عنه في مواضع كثيرة من كتابه محذرًا من سلوك مسلكهم وسوء مصيرهم، ومنها قوله تعالى:


(١) التواضع والخمول لابن أبي الدنيا، بَابٌ فِي الْكِبْرِ (٢٠٣)، وإحياء علوم الدين (٣/ ٣٣٨٩).
(٢) العقد الفريد، لابن عبد ربه (٢/ ١٩٧).

<<  <   >  >>