للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى حتى يكون متبوعًا لا تابعًا، وحتى يكون أسوة لا متأسيًّا، لأن شريعة الله -والحمد لله- كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣]» (١).

سابعًا- المعرفة بوسائل التأثير في المجتمع:

لا بدّ للقدوة أن يكون صاحب بصيرة نافذة ونظر ثاقب لمواضع التأثير في المجتمع، فيكون واسع الثقافة، لديه قدرة وبصر على مواضع التأثير في الناس وهذا يتطلب منه معرفة عادات الناس مع اختلاف عقولهم وفهومهم وثقافاتهم وحالاتهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية مع اختلاف بلدانهم وقبائلهم وأعمارهم وأحوالهم، فيتعامل مع كل أفراد هذه الفئات كل بما يناسبه، وله -في ذلك كله- في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة.

ثامنًا- الاعتدال والتوسط في شؤونه كلها:

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: ١٤٣] نقل البغوي في تفسيره عن الكلبي أنه قال: {وَسَطًا} [البقرة: ١٤٣]: «يعني: أهل دين وسط، بين الغلو والتقصير، لأنهما مذمومان في الدين» (٢)، وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: «والوسط ها هنا الخيار والأجود» (٣).

فكذلك (القدوة) مقتصد في كل شؤون معاشه ومعاده، مهتديًا بهُدَى الإسلام،


(١) مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (٢/ ٣٠١).
(٢) تفسير البغوي (١/ ١٢٢).
(٣) تفسير ابن كثير (١/ ١٨١) بتصرف. مسلم المحمادي (ديسمبر ٢٠١٣)، التربية بالقدوة الحسنة- بتصرف.

<<  <   >  >>