للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تاسعًا: بر الوالدين لا ينقطع بموتهما:

لبركة برّ الوالدين ومكانته فإنه لا ينقطع بموتهما، وهذا من سعة رحمة الله بعباده ليتم لهم بر والديهم أحياءً وأمواتًا ويداوموا عليه ويلزموه، والله تعالى حثّ الأبناء ورغبهم وأمرهم بالإقرار والاعتراف بحق الوالدين وإحسانهما فأمرهم بالترحم عليهما مذكرًا لهم بتربيتهم والإحسان لهم صغارًا فقال سبحانه: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤)} [الإسراء: ٢٤].

- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (١).

- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: يا رب، أَنَّى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك» (٢).

ومن مشاهد البر بعد موت الوالدين أن يبر الابن أهل ودّ والديه وأن يحسن إليهم ويكرمهم، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه» (٣).

أسأل الله أن يرزقنا برّ آبائنا وأن يرحمهم كما ربونا صغارًا.

والحمد لله رب العالمين.


(١) رواه مسلم في كتاب الوصية (١٦٣١)، والنسائي في كتاب الوصايا - باب فضل الصدقة على الميت (جـ ٤) (٦٤٧٨)، وأبو داود في كتاب الوصايا (٢٨٨٠)، والترمذي في كتاب الأحكام (١٣٧٦).
(٢) الألباني، صحيح الجامع (١٦١٧).
(٣) رواه مسلم في كتاب الأدب والصلة: باب فضل صلة أصدقاء الأب والأم ونحوهما (جـ ١٦) (٦٤٦١).

<<  <   >  >>