وتعديله؛ بل إن هذا التكرار يفقد العقاب قيمته في نظر الناشئ (١).
ثالثًا: التربية بأسلوب ضرب الأمثال:
ضرب الأمثال أسلوب عظيم من أساليب التربية ورد استعماله في القرآن الكريم كثيرًا لتوجيه الإنسان وتعليمه وإيصال المعلومات إليه عبر عرضها بصورة ماثلة أمامه يستشعرها ويحس بها ويعايشها فتنقلب الصورة المجردة إلى أشياء محسوسة يدركها ويتفاعل معها، ولا شك أن تشبيه المعاني الذهنية المجردة بالأشياء الحسية والملموسة يؤدي إلى وضوحها، وضرب الأمثال يؤدي إلى تقريب الأفكار من العقل وجعلها مفهومة، كما يؤدي التشبيه والتمثيل إلى إدراك المعنى وتكوين صورة له في المخيلة، ويجعل التأثر بتلك الصورة أشد من الأفكار المجردة، بالإضافة إلى ما في التصوير والتشخيص الحي من الإثارة والمتعة، مما يطرد السأم عن المتعلم ويجعله متقد الذهن حاضر البديهة، ولذلك كثر الاعتماد على هذا الأسلوب في القرآن الكريم.
ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور كثيرة: التذكير، والوعظ، والحث، والزجر، والاعتبار، والتقرير، وترتيب المراد للعقل، وتصويره في صورة المحسوس، وتأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر، وعلى المدح
(١) عمار، محمود إسماعيل-الرياض- دار عالم الكتب (١٤٢٠ هـ) (ص ٣٠٣) وينظر: - السلمي-سلطان رجاء الله سلطان- المضامين التربوية المستنبطة من سورة التحريم وتطبيقاتها في واقع الأسرة المعاصرة. رسالة ماجستير غير منشورة (١٤٣٢ - ١٤٣٣ هـ) -جامعة أم القرى- مكة المكرمة -كلية التربية- قسم التربية الإسلامية والمقارنة (١٣٨ - ١٤٠) بتصرف.