للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على حقيقة الصِّدْق والوفاء» (١).

ويقول -رحمه الله- أيضًا: «سمعتُ شيخَ الإسلام ابنَ تيمية -قدس الله روحه- يقول: أعظمُ الكرامة لزوم الاستِقامة» (٢).

ويقول الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-: «أصل الاستِقامة استقامة القلْب على التَّوحيد .. فمتى استقام القلب على معرفة الله وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبَّته وإرادته، ورجائه ودعائه والتوكُّل عليه والإعراض عمَّا سواه - استقامت الجوارح كلّها على طاعته، فإنَّ القلب هو ملك الأعضاء، وهي جنوده؛ فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه، وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح: اللِّسان؛ فإنَّه ترجمان القلب والمعبِّر عنه» (٣).

وإن مجاهدة المربي القدوة نفسَهُ في إصلاحها وسياستها وتقويمها وحملها على الاستقامة والسير بها على الصراط المستقيم، وأطرها على الحق أطرًا، وإلزامها أمر الله، له أبلغ الأثر وداعي التأسي به واتخاذه قدوة صالحة.

رابعًا: حسن الخلق:

تعريف حسن الخلق:

عرّفه مسكويه (٤) بأنه: «حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا رويّة»، قال: «وهذه الحال منها ما يكون طبيعيًّا من أصل المزاج، ومنها ما يكون


(١) ينظر: تهذيب مدارج السَّالكين (ص ٥٢٩).
(٢) ينظر: مدارج السَّالكين (٢/ ١٠٣)، وينظر: تهذيبه (ص ٥٢٩).
(٣) ينظر: جامع العلوم والحكم (١٩٣) بتصرّف يسير.
(٤) هو: أحمد بن محمد بن يعقوب اشتغل بالفلسفة والمنطق، أصله من الري توفي سنة (٤٢١ هـ). الأعلام (جـ ١) (ص ٢١١).

<<  <   >  >>