للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مستفادًا بالعادة والتدريب» (١).

وعرفه الغزالي فقال: «الخلق عبارة عن هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلًا وشرعًا سميت تلك الهيئة خلقًا حسنًا، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة التي هي المصدر خلقًا سيئًا» (٢).

وعرفه ابن منظور فقال: «والخُلُق: بضم اللام وسكونها، وهو الدين والطبع والسجية، وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصَّة بها، بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب يتعلَّقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثرَ مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة؛ ولهذا تكرَّرت الأحاديث في مَدْح حُسْن الخُلُق في غير موضِعٍ» (٣).

فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجاتُ، وتُرفع المقاماتُ، وقد خص اللّه -جل وعلا- نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب، فقال -جل وعلا-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} [القلم: ٤].


(١) تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، تأليف: ابن مسكويه أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب، دراسة وتحقيق: عماد الهلالي، الناشر: طليعة النور، الطبعة: الأولى (١٤٢٦ هـ) (ص ٤١).
(٢) الغزالي إحياء علوم الدين (٣/ ٥٣) دار المعرفة، بيروت (١٤٠٢ هـ).
(٣) لسان العرب. ابن منظور (١٠: ٨٦، ٨٧)، دار صادر - بيروت.

<<  <   >  >>