للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام الطبري: «يقول - تعالى ذِكْره - لنبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم-: وإنك يا محمد، لعلى أدب عظيم، وذلك أدب القرآن الذي أدَّبه به، وهو الإسلام وشرائعه، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل»، ثم نقَل عن ابن عباس ومجاهد وابن زيد والضحاك قولهم في تفسير: {خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} [القلم: ٤]؛ أي: دين عظيم، وهو الإسلام» (١).

- وقال الماوردي (٢): «أي: إنك على طَبْع كريم» (٣).

وحُسْن الخُلُق هو التخلق بالأخلاق العظام، والتأدب بآداب الإسلام التي أدَّب الله بها عبادَه الكرام، كما جاء وصفهم في كتاب ربنا العلام، و في سنة رسولنا -صلى الله عليه وسلم- سيد الأنام.


(١) تفسير الطبري (٢٩: ٢٤، ٢٥)، وينظر: تفسير القرطبي (١٨: ٢٧٧).
(٢) الماوردي، أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري، الماوردي، الشافعي، صاحب التصانيف، حدّث عن الحسن بن علي الجبلي صاحب أبي خليفة الجمحي، وعن محمد بن عدي المنقري، ومحمد بن معلى، وجعفر بن محمد بن الفضل. وحدث عنه أبو بكر الخطيب ووثقه، وقال: مات في ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة وقد بلغ ستًا وثمانين سنة، وولي القضاء ببلدان شتى، ثم سكن بغداد. سير أعلام النبلاء (ص: ٦٥/ ١٨).
عقيدته:
جاء في كتاب: القول المختصر المبين في مناهج المفسرين للنجدي: مؤول أشعري، شحن كتابه بالتأويل، ويختار في بعض المواضع من كتابه قول المعتزلة، وما بنوه على أصولهم الفاسدة، ويوافقهم في القدر؛ ولذا قال عنه الذهبي في «الميزان»: «صدوق في نفسه، لكنه معتزلي» انتهى. (ص ١٢).
(٣) تفسير القرطبي (١٨: ٢٢٧).

<<  <   >  >>