للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال -صلى الله عليه وسلم-: «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس» (١).

«قال العلماء: البرّ يكون بمعنى الصلة وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة، وبمعنى الطاعة، وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق» (٢).

قال ابن دقيق العيد: «قوله -صلى الله عليه وسلم-: «البِرُّ حسن الخلق»، يعني: أن حسن الخلق أعظم خصال البر كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «الحج عرفة» (٣) انتهى.

فكما أن الوقوف بعرفة أعظم أركان الحج، فكذلك حسن الخلق أعظم خصال البر.

أما البر:

فهو الذي يبرّ فاعله ويلحقه بالأبرار، وهم المطيعون لله -عز وجل-، والمراد بحسن الخلق: الإنصاف في المعاملة والرفق في المحاولة والعدل في الأحكام والبذل في الإحسان» (٤)، قال ابن رسلان (٥): «الخُلُق: عبارة عن أوصاف الإنسان التي


(١) أخرجه مسلم (٤/ ١٩٨٠) (برقم: ٢٥٥٣).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١١١)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثانية (١٣٩٢ هـ).
(٣) أخرجه الترمذي (٣/ ٢٣٧) (برقم: ٨٨٩)، وسنن ابن ماجه (٢/ ١٠٠٣) (برقم: ٣٠١٥)، قال الألباني: صحيح. ينظر: حديث (رقم: ٣١٧٢) في صحيح الجامع.
(٤) شرح الأربعين النووية، ابن دقيق العيد (١/ ٧١).
(٥) ابن رسلان، أو ابن أرسلان (٧٧٥ هـ - ٨٤٤ هـ) أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن أرسلان المقدسي، الشافعيّ، أبو العباس شهاب الدين الرملي، ولد برَمْلَة فلسطين سنة (٧٧٥ هـ)، وانتقل في كبره إلى القدس، فتوفي بها سنة (٨٤٤ هـ). وكان زاهدًا متهجدًا، = =من تصانيفه: شرح سنن أبي داود، والبخاري، وعلّق على الشفا، وشرح مختصر ابن الحاجب. يظهر أنه كان أشعري العقيدة، صوفي المنهج والسلوك، (الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها).
وينظر ترجمته في: شذرات الذهب (٩/ ٣٦٢)، طبعة دار ابن كثير، والبدر الطالع (١/ ٤٩) طبعة دار المعرفة، والأعلام للزركلي (١/ ١١٧).

<<  <   >  >>