للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُعامِل بها غيره» (١).

وقال أبو عثمان الجاحظ (٢): «إنَّ الخُلُقَ: هو حال النفس، بها يفعل الإنسان أفعاله بلا روية ولا اختيار، والخلق قد يكون في بعض الناس غريزة وطبعًا، وفي بعضهم لا يكون إلا بالرياضة والاجتهاد، كالسخاء قد يوجد في كثير من الناس من غير رياضة ولا تعلُّم، وكالشجاعة والحلم والعفة والعدل وغير ذلك من الأخلاق المحمودة» (٢).

وهذه المعاني في حقيقتها لا تُخالِف الوضعَ اللُّغوي لكلمة الخُلُق، وإن صُبِغت بمعنى شرعي حين يعبِّر حُسْن الخُلُق عن الالتزام بالآداب الشرعية الصادرة عن الأحكام القرآنية والتعاليم النبوية خاصة.

يقول الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: ٨٣].

هذه آية عامة في الحض على مكارم الأخلاق والحثّ عليها مع عموم البشر، فينبغي للمربي القدوة أن يكون قوله للناس جميًعا حسنًا لينًا، وأن يكون منبسط الوجه منطلق المحيّا، فحين يتمثل أخلاق الإسلام في تعامله، فإنه أدعى لمحبته والسعي في تحقيق التأسي والاقتداء به مع من يأمل فيهم التأسي والاقتداء به،


(١) عون المعبود. العظيم آبادي (١٢: ٣٤٣) دار الفكر - بيروت.
(٢) تهذيب الأخلاق (ص ١٢).

<<  <   >  >>