للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سُئِلَ رسولُ -صلى الله عليه وسلم- أي النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره» (١).

وفي رواية أخرى: عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك» (٢)، والإعجاب والسرور في تلك الأحاديث يشمل كل ما يسر النفس المؤمنة من الأخلاق الحسنة الكريمة والطباعة الطيبة السليمة.

ثالثًا: تفضيل الزوجة الولود:

عن معقل بن يسار قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني أصبت امرأةً ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ قال: «لا» ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: «تزوجوا الودود الولود فإِنِّي مكاثرٌ بكم الأمم» (٣).

ومعنى «الولود»: كثيرة الولادة، ويعرف ذلك: بسلامة بدنها وبالنظر إلى نسل أمها وأخواتها وخالاتها وقريباتها … وفي ذلك تكثير لسواد الأمة المسلمة، وسبب في عزتها ومضاعفة قوتها ومنعتها. وليس كما يتصور بعض الجهلة أن كثرة الأمة سبب لفقرها وجوعها ونقص وضعف وقلة مواردها، ومؤدٍ إلى ما يسمونه بـ «التفجير السكاني»! والله سبحانه يقول: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: ٦]، ويقول سبحانه: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢)} [الذاريات: ٢٢].


(١) رواه النسائي (٣٢٣١) وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (٣٢٩٨)، وهو في سلسة الأحاديث الصحيحة (١٨٣٨).
(٢) صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (٣٢٩٩).
(٣) أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم، قال عنه الألباني في صحيح سنن أبي داود: حسن صحيح (٢٠٥٠).

<<  <   >  >>