للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زوجها، أما إذا اتصفت بالمزاج النكد والنفسية المعقدة المتعكرة المتبرمة من أدنى شيء، والوجه العبوس الذي لا يعرف التبسم، والشخصية المنطوية التي لا تألف ولا تؤلف، فإن ذلك كله من شأنه أن تعيش الأسرة في حياة ملؤها الهم والغم والنكد والشحناء والبغضاء؛ لذا قال -صلى الله عليه وسلم- لجابر (١) -رضي الله عنه-: «هلَّا جارية؛ تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك» (٢)، فجعل الملاعبة والمضاحكة بين الزوجين جميعًا.

وقد جعل -صلى الله عليه وسلم- جزاء المرأة الودود: الجنة، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: « .. ونساؤكم من أهل الجنة: الودود .. الولود» «الودود» أي: المتحببة إلى زوجها. «الولود» أي: كثيرة الولادة (٣).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة من السعادة و ثلاثة من الشقاء، فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك .. و من الشقاء: المرأة تراها فتسوؤُك .. » (٤).


(١) هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، صحابي جليل من الأنصار، يكنى أبا عبد اللهِ، وقيل: أَبُو عبد الرحمن، والأول أصح، شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صبي، وقد كان أصغر من شهد العقبة الثانية، وشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبع عشرة غزوة، وكان من المكثرين في الحديث، وقد روى علمًا كثيرًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان مفتي المدينة في زمانه، توفي في سنة (٧٨ هـ) وهو ابن أربع وتسعين سنة، وكان قد ذهب بصره، وصلى عليه أبان بن عثمان وهو والي المدينة يومئذ، وهو آخر من مات بالمدينة ممن شهد العقبة.
وللاستزادة، ينظر: أسد الغابة في معرفة الصحابة، وسير أعلام النبلاء، والموسوعة الحرة.
(٢) البخاري (٥٠٥٢)، ومسلم (٧١٥).
(٣) سلسة الأحاديث الصحيحة (٢٨٧).
(٤) حسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير (٣٠٥٦).

<<  <   >  >>