لسلوكه تجاه الآخرين؛ فإذًا لا بُدَّ من التوازن بين التأديب للطفل والتعاطف معه، فكما أنه لا يصلح الخضوع الدائم لطلبات الطفل، فإنه لا يصلح استمرار الضغط عليه وكَبْتِهِ، فالتدليل الزائد لا يُعَوِّدُهُ على مواجهة صعوبات الحياة، والضغط الزائد يجعله منطويًا على نفسه مكبوتًا يعاني من الحرمان» (١).
رابعًا- التحذير من أهم المخاطر التي تواجه الأسرة:
مخاطر تواجه الأسرة:
هناك مخاطر عديدة تواجهها الأسرة، ولا يمكن الإسهاب في تناولها، فنتناول أبرزها بإيجاز:
أ-التناقض بين أقوال الوالدين وأفعالهما:
إن التناقض بين أقوال الوالدين وأفعالهما يترك أثرًا سلبيًّا في نفوس الأبناء ويجعلهم في حيرة من أمرهم لما يرون من تضارب بين الأقوال والأفعال الصادرة من الوالدين، فلا تحدث القناعة الداخلية بأوامر الوالدين لدى الأبناء ولو تظاهروا بالاستجابة لتلك الأوامر ظاهريًّا، كالأب الذي يدخن أمام أبنائه ثم يحدثهم عن ضرر التدخين وأثره على صحتهم وأنه من الخبائث ونحو ذلك، أو كالأم التي تحذر أبناءها من الكذب ثم يرونها تكذب على أبيهم مثلًا.
والله يقول في مثل هذا الصدد: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢)} [الصف: ٢].
وسيأتي معنا مبحث التربية بالقدوة منفردًا لأهميته ومكانته وخطورته.
(١) أكرم ضياء العمري، التربية الروحية والاجتماعية في الإسلام (ص ١٩٢).