للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها» (١).

وقال ابن القيم -رحمه الله-: «فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم … فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَلِ الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارًا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت، إنك عققتني صغيرًا فعققتك كبيرًا، وأضعتني وليدًا فأضعتك شيخًا» (٢).

وإن المربي مستأمن على عقيدة ولده وعلى أخلاقه قبل أي شيء آخر، وقد نهانا الله تعالى عن تضييع الأمانة، فقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧)} [الأنفال: ٢٧].

وتبرز أهمية تربية الأبناء خصوصًا من جانبين عظيمين:

[الجانب الأول: تحقيق العبودية الصحيحة لله تعالى، وهي الغاية من وجود الخلق.]

وإن للتربية الإسلامية أهدافًا تسعى إلى تحقيقها، ولا شك أن الهدف الأسمى من تلك الأهداف هو تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى، ولا بد أن يكون جانب تحقيق العبودية مقرونًا بالتنشئة العقدية الصحيحة لأبناء المجتمع المسلم؛ وذلك لإعداد جيل مسلم صالح يعبد الله -عز وجل- على نور وبصيرة، ليصبح جيلًا مسلمًا صالحًا راشدًا مهيَّأً للاستخلاف في الأرض، وذلك هو غاية التربية


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ٣٩٢).
(٢) تحفة المودود، لابن القيم- المرجع السابق (٢٢٩).

<<  <   >  >>