للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان الأمر كذلك، كان في الآية دلالة على مشروعية التأديب بالهجر المفيد للاستصلاح والتهذيب.

ثانيًا: دليل السنة على مشروعية التأديب بالهجر:

١ - ما ورد في قصة الثلاثة الذين تخلَّفوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك (١)، حيث هجرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون.

يقول كعب بن مالك -رضي الله عنه- وهو راوي القصة-: « .. ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين عن كلامنا أيُّها الثلاثة من بين مَن تخلف عنه، فاجتنبنا الناس، وتغيروا لنا، حتى تنكَّرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشبَّ القوم وأجلَدهم، فكنت أخرجُ فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق، ولا يكلمني أحد .. » (٢).


(١) منطقة تبوك: هي واحدة من مناطق السعودية وتقع المنطقة في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتحدها الأردن من الشمال، ومن الشرق منطقة جوف ومنطقة حائل، ومن الجنوب منطقة المدينة المنورة، ومن الغرب خليج العقبة والبحر الأحمر (ينظر: مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات)، وتقع مدينة تبوك تحديدًا على بعد مائة كيلو متر شمال المدينة المنورة وعن محافظة خيبر خمس مائة كيلو متر. ومدينة تبوك مقر إمارة منطقة تبوك، وكبري مدن شمال السعودية، وحولها بعض من أهم الآثار في الجزيرة العربية وتعد منطقة تبوك البوابة الشمالية للجزيرة العربية، وطريًقا حيويًّا للتجارة والحجاج والمعتمرين من خارج الجزيرة العربية وهي من المناطق الزراعية الحيوية في المملكة، وينظر: الموسوعة الحرة.
(٢) هذا لفظ البخاري. في كتاب المغازي. باب حديث كعب بن مالك (برقم: ٤٤١٨).

<<  <   >  >>