للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- قال ابن منظور: «يقال: قدوة وقدوة لما يقتدى به، والقدوة الأسوة» (١).

- وقال الجوهري: «القدوة: الأسوة يقال: فلان قدوة يقتدى به، وقد تضم فيقال: قدوة وقدوة» (٢).

[مفهوم القدوة في الاصطلاح]

- قال المناويّ: «القدوة: هي الاقتداء بالغير ومتابعته والتّأسّي به» (٣).

والقدوة إن كانت حسنة كان الاقتداء حسنًا، وإن كانت فاسدة كان الاقتداء فاسدًا.

إذًا فالقدوة على ضربين: حسنة، وسيئة:

أولاً القدوة الحسنة:

والقدوة الحسنة هي المثال العملي للأخلاق والفضائل المثلى، وهذا المثال العملي قد يكون مثالًا حيًّا مشاهدًا ملموسًا يعيش بين الخلق فيُتأسى به، وقد يكون مثالًا ماثلًا في النفس البشرية، بسيرته الحميدة وأفعاله السديدة وما أشيع ونقل عنه من محامد وشيم كريمة وسيرة حسنة وصفات صالحة وأخلاق فاضلة، وما نقل عنه من الأنباء والأقوال والأعمال المرضية.

ثانيًا القدوة السيئة:

والقدوة السّيّئة هي: الاقتداء بأهل الباطل ومتابعتهم والتّأسّي بهم في فعل السّيّئات وترك الحسنات (٤).

قال تعالى عنهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣)} [الزخرف: ٢٣].

الحاجة إلى القدوة الحسنة في التربية:

أولًا- القدوة الحسنة تشجع على بلوغ الفضائل وتجعل ذلك ممكنًا، فهي تعتبر من أكثر أساليب التربية تأثيرًا في سلوك ونفوس الناشئة، فهي المثال الحي للسلوك التربوي السَّويّ، وهي تولد في نفوس الناشئة القناعة بأن ما يتصف به القدوة من أخلاق وشيم حسنة وصفات طيبة كريمة، أمر ليس بمعجز؛ بل هو


(١) ابن منطور -لسان العرب- مصدر سابق (١٥ - ١٧١) - باب فصل القاف-مادة: (قدا).
(٢) الجوهري: الصحاح - مصدر سابق (٦/ ٢٤٥٩) -باب الباء فصل القاف- مادة: (قدا).
(٣) ينظر: التوقيف، للمناوي (٢٦٩).
(٤) ينظر: شجرة المعارف والأحوال، للعز بن عبد السلام (ص ٣٤٤).

<<  <   >  >>