ومن واجب الوالدين تربية الأبناء منذ نعومة أظفارهم على حبّ الله وحبّ كتابه وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم- وحب سنته وهديه، وحب أصحابه وأزواجه وآل بيته -رضي الله عنهم- أجمعين، ومحبة دين الإسلام عمومًا وتعاليمه السمحة، ويجب وجوبًا حتميًّا على الوالدين إبعاد ذريتهما عن كل ما يفسد عليهم دينهم وأخلاقهم من مراتع الفساد والشر والفحش، ومن مجالس السوء وأصحاب السوء، - وكذلك عدم تمكينهم من مشاهدة القنوات الهابطة، وتطهير البيوت من الموبقات والمهلكات والمفسدات من الأجهزة التي تبث الرذيلة وتنشر الشر، وكذلك يجب إخراج كل وسيلة تستخدم استخدام سوء في إفساد العقائد وهدم القيم والأخلاق ونشر الرذائل والخبث من البيوت، وكذلك عدم تمكين الأبناء من استخدام وسائل التقنية وغيرها، وتقديمها لهم بلا رقابة ولا توجيه، فإن كان الحاجة إليها ضرورية وملحة فمع الضوابط الشرعية، والرقابة الأبوية، والتوجيه والمتابعة الأسرية، وغرس الرقابة الذاتية في نفوس الأبناء بمراقبة ربّ البرية.
فهل يليق بمسلم عاقل وناصح لنفسه وذريته، أن يدخل أجهزة الفساد إلى بيته بمال الله الذي آتاه، ويترك لأبنائه الحبل على الغارب، ويدعهم هملًا بلا رعاية ولا رقابة ولا تربية ولا توجيه ولا نصح ولا إرشاد، ثم بعد ذلك يطالبهم