قُلُوبِهِمْ} [آل عمران: ١٦٧]، وقال -عز وجل-: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣)} [الصف: ٣]، فالإيمان الحقُّ هو الذي يصدر عنه السلوك الحميد، وينبع منه العمل الصالح، ويخرج منه الخُلُق الكريم ويُظهره، فأولى الأولويات في إعداد الولد -إذن- تعليمه معاني الإيمان الصحيحة، ومقاصدها السامية، وإفهامه لحقائقها، وما تحمله من السعادة الأبدية له، إفهام علمٍ وإدراكٍ منذ الصغر (١).
[ب- العمل الصالح]
فمن أصول أهل السنة والجماعة أن العمل الصالح يدخل في مسمى الإيمان فلا بد مع الإيمان من العمل الصالح، وعليه فالإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وعلى هذا المفهوم ينبغي أن تكون تربية الأبناء وتنشئتهم، توخيًا لمنهج السلف في الاعتقاد، ووقاية من الانحراف العقدي.
ومن أسس التربية الإيمانية التي ينبغي أن تقوم عليها تنشئة الأولاد منذ الصغر، تعميق الوعي بمفاهيم الإيمان وشموليته، ومن ذلك:
* أن الإيمان كما يشمل العمل الصالح على نحو ما سبق تقريره، فإن العمل الصالح يشمل العبادات كما يشمل المعاملات، أما العبادات فكما في قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)} [الحجر: ٩٩]، وأما المعاملات فكما
(١) مقال بعنوان: تربية الأولاد وأسس تأهيلهم- للشيخ محمد علي فركوس- من موقعه الرسمي- بتاريخ- (٣/ ٤/ ١٤٢٧ هـ).