للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسْتَقَامُوا} [فصلت: ٣٠]: أي: أخلصوا العمل لله وعملوا بطاعة الله تعالى على ما شرع الله لهم» (١).

وقال الإمام الطبري -رحمه الله-: «يقول تعالى ذكره: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [فصلت: ٣٠] وحده لا شريك له، {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: ٣٠] على توحيد الله، ولم يخلطوا توحيد الله بشرك غيره به، وانتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى (٢)، ولعظم شأنها يأمر الله بها نبيه -صلى الله عليه وسلم-، يقول تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: ١١٢]».

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: «يأمر تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعباده المؤمنين بالثبات والدوام على الاستقامة، وذلك من أكبر العون على النصر على الأعداء ومخالفة الأضداد، ونهى عن الطغيان وهو البغي، فإنه مصرعة حتى ولو كان على مشرك، وأعلم تعالى أنه بصير بأعمال العباد لا يغفل عن شيء ولا يخفى عليه شيء» (٣).

- وعن سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال: «قل آمنت بالله، ثم استقم» (٤).

ويقول ابن القيِّم -رحمه الله-:

«فالاستقامة كلمة جامعة، آخِذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدَي الله


(١) تفسير ابن كثير (١٢٠/ ٤) (ص ١٢٠).
(٢) تفسير الطبري (جـ ٢١) (ص ٤٦٣).
(٣) تفسير ابن كثير (جـ ٢) (ص ٥٦١).
(٤) صحيح مسلم (١/ ٢٢)، ومسند أحمد (٣/ ٤١٣).

<<  <   >  >>