متبعًا ومقتفيًا لأثر سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، متبعًا لهديه في العبادات والمعاملات، ومتأسيًّا به في كل الحالات، ويظهر ذلك في علاقاته الاجتماعية وآدابه الشرعية، في مظهره ومخبره، في مطعمه ومشربه وملبسه، وفي جميع سمته وهديه ودله، فهو معتدل لا يأتي بالغرائب ولا بالمتناقضات، فهو معتدل في شؤونه كلها، فتراه عدلًا خيارًا في العبادات والعادات والمعاملات، فلا تؤخذ عليه الهنات ولا الزلات.
ولا شك أن هذا الاعتدال مصدر تأثير يجعل القدوة محل تقدير وإجلال وإكبار ويأخذ بالقلوب إليه، وتتأسى به الأنام.
ويُستَخلص من هذا المبحث المهم أن التربية بالقدوة من أعظم وأَجَلِّ أساليب التربية.
وأن من أَجَلِّ آثارها وأظهرها ما يلي:
* انشراح الصدر وطمأنينة النفس: فالاقتداء بالصالحين سبب من أهم أسباب يقظة القلب وانتباهه من غفلته، ويتأتى ذلك من خلال التأثر بما يراه من سلوك حميد وصفات وعبادات ومعاملات وأحوال، وهذا ولا شك يدفع المتأسي على الإقبال على العمل الصالح بانشراح صدر وطمأنينة نفس.
* القناعة الذاتية لما يدعو إليه القدوة: إن محبة القدوة الحسنة في قلوب الناس وارتياحهم له وثقتهم فيه له أبلغ الأثر في غرس القناعة الذاتية في نفوسهم وقبول ما يدعو إليه، وتلك القناعة إنما هي ناشئة عن أمرين جليلين: هما الثقة والمحبة.
* ترغب المدعوين في الإقبال على الطاعة: إن حرص المدعوين على التأسي