للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الحق تبارك وتعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [الرعد: ١٨].

قال البغوي: «قوله تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ}: (أجابوا لِرَبِّهِمْ فأطاعوه)، {الْحُسْنَى}: (الجنة)، {وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ} أي: لبذلوا ذلك يوم القيامة افتداءً من النار، {أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ}.

قال إبراهيم النخعي: {سُوءُ الْحِسَابِ}: أن يحاسبَ الرجلُ بذنبه كلّه لا يغفر له من شيء، {وَمَأْوَاهُمْ} (في الآخرة) {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} (الفِراش)، أي: (بئس ما مُهِد لهم) إلى ضلالٍ يسير والعياذ بالله، فنسأل الله السلامة» (١).

والمتأمل في القرآن الكريم يجده مليئًا بالأوامر والنواهي التي تحث العباد وتأمرهم بأعظم الأوامر-ألا وهو توحيد الله وإفراده بالعبادة- وترغبهم إلى كل خير فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، وتنهاهم عن أعظم المناهي-ألا وهو الشرك في عبادة الله- وتنفرهم منه، ومن كل شر وسوء وضر يوقعهم في طرق الضلال ويسلك بهم مسالك أهل الغواية، لذا فإن أسلوب الأمر والنهي يعد من أنجع الأساليب القرآنية في التربية، التي ينبغي على المربين العناية والأخذ بها واعتمادها في مقدمة الأساليب التربوية المستخدمة في العملية التربوية المتكاملة.

والحمد لله رب العالمين.


(١) البغوي (٤/ ٣٠٩).

<<  <   >  >>