عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»(١).
فالقرين يمكنه التأثير في قرينه، خاصة إذا كان بمثابة القدوة، ويكون ذلك عن طريق:
١ - الإغواء الفكريُّ: يتأثَّر الإنسان عمومًا بأفكار من يرافقه، كما مرّ في الحديث السابق، وللقرين، المقارب في العمر تأثير مضاعف، يقول تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥)} [الصافات: ٥١ - ٥٥].
٢ - الإغواء النفسي والعاطفي: ثمَّة طريق آخر للإغواء وهو الإغواء عبر التأثير في العواطف، يقول تعالى:{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ}[فصلت: ٢٥]، ويتمُّ ذلك عبر التزيين، والإغواء النفسي والعاطفي، بإظهار الأمور على غير حقيقتها، بطريقة تميل إليها النفس وتهواها.
٣ - الإغواء السلوكيُّ: يتأثر الإنسان، من حيث يدري أو لا يدري، بسلوك مَن يعاشر، ويتعاظم الإغواء السلوكيِّ عندما يندمج الإنسان في جماعة، تمارس سلوكًا سيئًا.
ومن أظهر الأدلة على ذلك التماهي في الضحك لمجرد رؤية مجموعة