في الدنيا والآخرة تدلهم على طريق الخير والهدى وتحذرهم من طريق الغواية والضلال وخطوات الشياطين وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر وتحل لهم الطيبات وتحرم عليهم الخبائث، ومن مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ الضرورات الخمس أو الكليات الخمس للإنسان وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال فمن اعتدى على إحدى هذه الخمس أقيمت عليه الحدود والعقوبات التي تردعه وتزجر غيره من أن يعتدي على حرمات الله -عز وجل- وحقوق البشر، ولذا فإن الشريعة الإسلامية جاءت بما يحفظ الأمن ويحقق السعادة للبشرية في الدنيا والآخرة.
والأمن يشمل كل نشاطات الإنسان في حياته، كما يعتبر الأمن في الإسلام ركيزة من ركائز المجتمع المسلم المهمة التي يستمد منها المجتمع استقراره وتقدمه وهو المحور الأساسي في التنمية الشاملة والاستقرار وهو المناخ المناسب للنمو والتقدم.
والأمن نعمة عظيمة من نعم الله -سبحانه وتعالى- التي لا تعد ولا تحصى كما قال تعالى:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النحل: ١٨]، وقال تعالى:{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النحل: ٥٣]، ولقد امتن الله بهذه النعمة على عباده حيث قال سبحانه: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)} [قريش: ١ - ٤].
وقد بَيَّنَ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أهمية الأمن بقوله:«من أصبح منكم آمنًا في سربه معافًى في بدنه عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»(١).
(١) الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (٨٣٣) حسن لغيره.