ففي هذه الآيات الكريمات السابقات تظهر العناية بحفظ هذه الضرورات ظهورًا جليًّا واضحًا.
* فقد جاء حفظ الدين في النهي عن الشرك في قوله تعالى:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}[الأنعام: ١٥١].
* وجاء حفظ النفس في قوله تعالى:{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ}[الأنعام: ١٥١].
* وجاء حفظ النسل في قوله تعالى:{وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}[الأنعام: ١٥١].
* وجاء حفظ المال في قوله تعالى:{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ}[الأنعام: ١٥٢].
* وأما حفظ العقل: فإنه يؤخذ من مجموع التكليف بحفظ الضرورات الأخرى؛ لأن الذي يفسد عقله لا يمكن أن يقوم بحفظ تلك الضرورات كما أمر الله، ولعل في ختام الآية الأولى: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٥١)} [الأنعام: ١٥١] ما يدل على ذلك (١).
(١) الإسلام وضرورات الحياة (ص ١٦ - ١٧)، وينظر: محاسن الإسلام من خلال حفظه للضروريات الخمس. مقال من موقع المنبر.