للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* وجاء حفظ النفس في قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ} [الإسراء: ٣١].

وقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الإسراء: ٣٣].

* وجاء حفظ النسل في قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: ٣٢].

والزنا من أعظم الفواحش و يكفي وصف الله له بأنه فاحشة.

* وأما حفظ العقل: فقد سبق بيانه إثر الدليل السابق، فهذه الآيات نصوص محكمة تدل على عناية الشريعة بهذه الضروريات، وأن حفظها هو مقصد الشارع الحكيم من شريعته.

وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأخذ البيعة على الرجال والنساء على حفظ هذه الضروريات، ومما يدل على ذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)} [الممتحنة: ١٢]، فهذه الآيات تدل دلالة واضحة على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأخذ البيعة من النساء على المحافظة على تلك الضروريات، كما أخذها من الرجال أيضًا، كما في حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مجلس فقال: «تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللهُ فَأَمْرُهُ إِلَى

<<  <   >  >>