لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: ٣٤]، ففي الآية إشارة إلى عنصر الصلاح عند المرأة وما يؤديه ذلك من محافظتها على حق زوجها وماله وعرضه الذي هو عرضها.
ومن أسباب استقامة الفتاة وتدينها: استقامة أهلِها، فإذا كانت من بيئة طيبة كريمة وأسرة صالحة معروفة بالتدين والاستقامة والصلاح والبعد عن الانحراف، فغالبًا ما تكون الفتاة صالحة كذلك؛ لأن الأصل يتفرع عنه الفرع، وبما أنها ترعرعت ونشأت في كنف ورعاية أسرة صالحة كريمة تعظم الله وتعظم شرعه ودينه، فهي فرع منها والفرع يحن إلى الأصل دومًا.
قال الله تعالى:{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا}[الأعراف: ٥٨]، فالناس معادن كمعادن الذهب والفضة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا»(١).
وإن كانت الأسرة غير صالحة نبتت الفتاة منبت سوء غالبًا والعياذ بالله.
فالمال والجمال والحسب خصال يرغب فيها الكثير من الناس، إلا أنه لا يصلح أن تكون هذه الخصال هي الأساس لهذه العلاقة المتينة فحسب؛ إذ لا بد من شيء أقوى من شهوة حب المال والجمال والحسب، يقودها ويوجهها ويهيمن عليها، ألا وهو (الدين)، وإلا انهارت هذه الصلة وأصبحت تلك الخصال بلا دين وبالًا ونكدًا وغمًّا وهمًّا على أربابها.
أما المال:
فامرأة ذات مال وبلا دين، قد يطغيها مالها ويحملها على التعالي على زوجها وأهله فتنغص حياته وتهدم كيانه، وإذا تزوجها لمالها فحسب قد يورثه الله