وعلى الإكثار من وصف الجنة ونعيمها وربطها بضرورة التقيد بأوامر الله وترك نواهيه.
تعتمد التربية بأسلوب الترغيب والترهيب على ضبط الانفعالات والعواطف والموازنة بينهما.
فلا يجوز أن يطغى على قلب الإنسان الرهب والخوف حتى ييأس من روح الله، فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ولا يغلب عليه الرجاء والطمع حتى يأمن مكر الله، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
واستشعار غضب الله يجب أن لا ينسينا رحمته وإرادته المطلقة ينبغي ألَّا تنسينا حكمته، قال تعالى:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}[الأعراف: ١٦٧].
ويقول -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه أبو هريرة -رضي الله عنه-: «لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد»(١).
هكذا يجب أن نربي العواطف الربانية عند الناشئة باعتدال واتزان فلا يتمادون في المعاصي، مغترين برحمة الله ومغفرته ولا ييأسون من رحمة الله، فيتركوا العمل بدعوى أن الكثير من الناس منغمس في المعاصي والشهوات.
(١) مسلم (٢٧٥٥)، والترمذي (١٩٨٨)، كتاب الدعوات عن رسول الله، باب خلق الله مائة رحمة، حديث (رقم: ٣٥٤٢) (ص ٨٠٤)، صحيح ابن حبان (٣٤٥))، وصحيح الجامع -الألباني- (٥٣٣٨).