يقول عوض الله:«والقصة القرآنية تقوم بدور كبير في إمداد قارئها وسامعها بمعارف عديدة، حول الإنسان من ناحية اتجاهه وغرائزه، وخصائصه مع نفسه ومع الجماعة التي يعيشها، بالإضافة إلى العديد من المعارف وهي بذلك توسع مدارك الفرد، وتعينه على التكيف الاجتماعي بإمداده بألوان كثيرة من التجارب البشرية الدقيقة، وتنقل التجربة بظروفها وملابساتها صادقة بلا زيادة ولا نقص»(١).
٣ - تثبيت الفؤاد وتحقيق الطمأنينة للقلب: وذلك حين تعرض القصة القرآنية أخبار الأنبياء والرسل السابقين عليهم الصلاة والسلام وما شاهدوه من الشدائد والمحن، وكيف قابلوها بثبات وصبر حتى أظهرهم الله.
وفي ذلك يقول الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وآله وسلم-: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}[هود: ١٢٠]، وهذه الآية نزلت على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في الفترة المكية وهي فترة حرجة، فاحتاج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم إلى مواساة وأُنْس وتثبيت، فجاءه هذا القصص ليثبتهم في غمرة هجوم أهل الباطل الشرس ضد جنود الحق، وهو مما يسلي المُبْتَلَى ويريه بعين البصيرة إخوانه الذين ابْتُلوا فصبروا وظفروا، فعن خباب بن الأرت -رضي الله عنه- قال: شكونا إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ فقال: «قد كان من قبلكم يؤخذ الرجلُ فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه
(١) عوض الله: الأمين، أساليب التربية والتعليم في الإسلام. دار القراءة للجميع، (١٤١٠ هـ) (ص ٨٥).