للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحسن البصري -رحمه الله-: «أهلكتهم العُجْمَةُ؛ يتأولونه على غيرِ تأويله» (١).

وقال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله-: «لا بُدَّ في تفسيرِ القرآن والحديث من أن يُعرَف ما يدلُّ على مرادِ الله ورسوله من الألفاظ، وكيف يُفهَم كلامُه؟ فمعرفةُ العربيةِ التي خُوطبنا بها ممَّا يُعين على أن نفقه مرادَ اللهِ ورسولِه بكلامِه، وكذلك معرفة دلالة الألفاظِ على المعاني؛ فإنَّ عامَّة ضلالِ أهل البدع كان بهذا السبب، فإنَّهم صاروا يحملون كلامَ اللهِ ورسولِه على ما يَدَّعون أنَّه دالٌّ عليه، ولا يكون الأمر كذلك» (٢).

وقال أبو حيان في معرضِ ثنائه على سيبويه -رحمه الله-: «فجدير لمن تاقت نفسُه إلى علمِ التفسير، وترقَّتْ إلى التحريرِ والتحبير، أن يعتكفَ على كتابِ سيبويه؛ فهو في هذا الفنِّ المعوَّل عليه، والمستند في حلِّ المشكلات إليه» (٣).

وقال الزركشي: «واعلم أنَّه ليس لغيرِ العالم بحقائقِ اللغة وموضوعاتها تفسير شيء من كلامِ الله، ولا يكفي في حقِّه تعلم اليسير منها؛ فقد يكونُ اللَّفظُ مشتركًا وهو يعلم أحدَ المعنيين والمراد المعنى الآخر» (٤).

ولهذا السبب يقول مالك -رحمه الله-: «لا أُوتَى برجلٍ غير عالم بلغةِ العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالًا» (٥).

«ولهذا أيضًا نجد التفاسيرَ مشحونةً بالرِّواياتِ عن سيبويه والأخفش


(١) خلق أفعال العباد للبخاري (جـ ١) (ص ١٣٠ - ١٢٥)، وربيع الأبرار (جـ ١) (ص ٣٢١).
(٢) الإيمان (ص ١١١).
(٣) البحر المحيط (١٣).
(٤) البرهان في علوم القرآن (١/ ٢٩٥).
(٥) الإتقان في علوم القرآن (٤/ ٢٠٩).

<<  <   >  >>