للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسلام: «حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» (١) إذ المعنى: حدِّثوا عنهم بما تعلمون صدقه» (٢).

وفي معنى حديث عبد الله بن عمرو سالف الذكر يقول العظيم آبادي:

قال الخطابي: «ليس معناه إباحة الكذب في أخبار بني إسرائيل ورفع الحرج عمن نقل عنهم الكذب، لكن معناه الرخصة في الحديث عنهم على معنى البلاغ؛ وإن لم يتحقق صحة ذلك بنقل الإسناد؛ وذلك لأنه أمر قد تعذر في أخبارهم؛ لبعد المسافة وطول المدة ووقوع الفترة بين زماني النبوة. وفيه دليل على أن الحديث لا يجوز عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بنقل الإسناد والتثبت فيه» (٣). اهـ.

الثاني: ما جاء مخالفًا لشريعتنا:

وأما «ما جاء مخالِفًا لما في شرعنا، أو كان لا يُصدِّقه العقل، فلا تجوز روايته؛ لأن إباحة الله للرجوع إلى أهل الكتاب، وإباحة الرسول -صلى الله عليه وسلم- للحديث عنهم، لا تتناول ما كان كذبًا، إذ لا يعقل أن يبيح الله ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- رواية المكذوب أبدًا» (٤).

- قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: «وما شهد له شرعنا منها بالبطلان فذاك مردود


(١) صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب أحاديث الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل (٦/ ٥٧٢)، برقم (٣٤٦١) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-.
(٢) الإسرائيليات والموضوعات في التفسير والحديث - د. محمد حسين الذهبي، (ص ٤٩).
(٣) العظيم آبادي، عون المعبود (٦/ ٤٨٨) طبعة دار الحديث/ القاهرة.
(٤) الإسرائيليات والموضوعات في التفسير والحديث - د/ محمد حسين الذهبي، (ص ٤٩).

<<  <   >  >>