فجميع النبيين المرسلين -عليهم السلام- بُعِثوا بهذه المهمة العظيمة والرسالة الجليلة، من لدن نوح -عليه السلام- وهو أول الرسل وحتى خاتمهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
قال الله تعالى عن نوح -عليه السلام-: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف: ٥٩]، وكذلك قال هود وصالح وشعيب وإبراهيم -عليهم السلام- أجمعين- ومن محاسن دعوة الأنبياء والمرسلين -عليهم السلام- في هذا المضمار، عنايتهم بعقائد أبنائهم تربيًة وتعليمًا وتوجيهًا ودعوةً:
- فهذا نوح -عليه السلام- أول رسل الله لأهل الأرض يهتف في فلذة كبده وثمرة فؤاده محذرًا له من الكفر وعاقبته ومن الكافرين ومغبة صحبتهم ومعيتهم:
- وهذا خليل الرحمن يوصي بنيه، وكذلك من بعده ولده يعقوب -عليه السلام-:
قال تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٣٢)} [البقرة: ١٣٢] والخليل -عليه السلام- تتابعه ذريته من بعده على نهج التوحيد ونبذ الشرك، فهذه وصية يعقوب -عليه السلام- لبنيه وهو في إدبار من الدنيا وإقبال من الآخرة، قال تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (١٣٣)} [البقرة: ١٣٣].
- وهذا يوسف الصديق -عليه السلام- يعلنها مدويةً بين جنبتي السجن، مخاطبًا رفقاء السجن داعيًا إياهم إلى نبذ الشرك وتحقيق التوحيد، معلنًا لهم بذلك نهجه الذي تربى عليه ونهج آبائه النبيين من قبله، قال تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ