للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- قال الحافظ في الفتح: «ظاهره أنه من التعليق كأنه شبه بالشيء المعلق في المسجد كالقنديل مثلًا إشارة إلى طول الملازمة بقلبه، وإن كان جسده خارجًا عنه، ويدل عليه رواية الجوزقي: كأنما قلبه في المسجد» (١).

قال المناوي: «قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياها، لَمَّا آثر طاعة الله وغلب عليه حبُّه، صار قلبه ملتفتًا إلى المسجد، لا يُحِب البَرَاح عنه؛ لِمَا وجد فيه من رَوْح القُربة، وحلاوة الخدمة، فآوى إلى الله مؤثِرًا فأظله» (٢).

قال ابن حجر: «إدراك التكبيرة الأولى سنة مؤكدة، وكان السلف إذا فاتتهم عزوا أنفسهم ثلاثة أيام، وإذا فاتتهم الجماعة عزوا أنفسهم سبعة أيام» (٣).

- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: قال: «والّذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثمّ آمر بالصّلاة فيؤذّن لها، ثمّ آمر رجلًا، فيؤمّ النّاس، ثمّ أخالف إلى رجال فأحرّق عليهم بيوتهم، والّذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنّه يجد عرقًا سمينًا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء» (٤).

ولو لم تكن الجماعة واجبة لما همّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتحريق.

ومن سمع الأذان فلا عذر له في التخلف عن الجماعة.

- فعن ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- قال: جئت رسول الله فقلت: يا رسول الله، أنا ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني، فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: «أتسمع النداء؟» قلت: نعم. قال: «ما أجد لك رخصة» (٥).


(١) فتح الباري (٢/ ١٨٤).
(٢) فيض القدير (٤ - ٨٩).
(٣) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (جـ ٤) (ص ١٠٢).
(٤) صحيح البخاري: كتاب الأذان -أبواب صلاة الجماعة والإمامة- باب: وجوب صلاة الجماعة حديث (٦٢٦).
(٥) سنن أبي داود -كتاب الصلاة- باب: في التشديد في ترك الجماعة، حديث (٤٧٠) وقال الألباني: «حسن صحيح»، ينظر: صحيح سنن أبي داود حديث (رقم: ٥٥٢).

<<  <   >  >>