للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشقّ الجلْد أو يكسرُ العظم، وإنّما يكون بقدر الحاجة» (١).

قال شيخنا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «وكذلك قوله: «اضربوهم عليها لعشر» الأمر للوجوب، لكن يقيد بما إذا كان الضرب نافعًا؛ لأنه أحيانًا تضرب الصبي ولكن ما ينتفع بالضرب، ما يزداد إلا صياحًا وعويلًا ولا يستفيد، ثم إن المراد بالضرب الضرب غير المبرح، الضرب السهل الذي يحصل به الإصلاح ولا يحصل به الضرر» (٢).

ويقول -رحمه الله- أيضًا: «أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نأمر أولادنا بالصلاة لسبع سنين، وأن نضربهم عليها لعشر سنين، مع أنهم لم يُكلفوا بعد، من أجل أن يتمرنوا على فعل الطاعة ويألفوها، حتى تسهل عليهم بعد الكبر، وتكون محبوبة لديهم، كذلك الأمور التي ليست بالمحمودة، لا ينبغي أن يعود الصغار عليها وإن كانوا غير مكلفين؛ وذلك لأنهم يألفونها عند الكبر ويستسيغونها» (٣).

ويقول سماحة شيخينا العلامة ابن باز -رحمه الله-: «والعناية بأهل البيت، لا تغفل عنهم يا عبد الله، عليك أن تجتهد في صلاحهم، وأن تأمر بنيك وبناتك بالصلاة لسبع، وتضربهم عليها لعشر، ضربًا خفيفًا يعينهم على طاعة الله، ويعودهم أداء الصلاة في وقتها، حتى يستقيموا على دين الله ويعرفوا الحق، كما صحت بذلك السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» (٤).


(١) إغاثة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (٢٨٢ - ٢٨٤) بتصرف.
(٢) لقاءات الباب المفتوح (جـ ٩٥) لابن عثيمين.
(٣) فتاوى نور على الدرب (١١/ ٣٨٦).
(٤) مجموع فتاوى ابن باز (٦/ ٤٦) بتصرف.

<<  <   >  >>