للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَيْرٍ وَشَرٍّ، ثُمَّ أُجَازِيكُمْ عَلَى أَعْمَالِكُمْ، الْمُحْسِنُ مِنْكُمْ بِإِحْسَانِهِ وَالْمُسِيءُ بِإِسَاءَتِهِ» (١).

يقول الإمام البغوي -رحمه الله-: «{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان: ١٥] أي: دين من أقبل إلى طاعتي، وهو النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه» (٢).

ويقول أبو حيان:» {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان: ١٥] أَيْ: رَجَعَ إِلَى اللَّهِ، وَهُوَ سَبِيلُ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم-» (٣).

ويقول السيوطي: «{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان: ١٥] قَالَ: مَنْ أَقْبَلَ إِلَيَّ.

وأخرج ابن المنذر، عن ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان: ١٥] قَالَ: مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-» (٤).

ويقول ابن عاشور: «واتباع سبيل من أناب هو الاقتداء بسيرة المنيبين لله، أي: الراجعين إليه» (٥).

ولقد جاءت تلك الوصية بالإنابة بعد تمام ما سبقها من الوصية بنبذ الشرك والوصية بالوالدين وعدم طاعتهما في معصية الله ولا سيما في الشرك لتدلل على أن تلك الوصايا توجب إخلاص العمل لله، وأن الوصية بالإنابة تدلل على


(١) الطبري (٢٠/ ١٤٠).
(٢) معالم التنزيل (٦/ ٢٨٨).
(٣) البحر المحيط (٧/ ١٨٧).
(٤) الدر المنثور (١١/ ٦٤٩).
(٥) التحرير والتنوير (١٦٢).

<<  <   >  >>