وقال: قال مجاهد: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ}[التحريم: ٦] أوصوا أنفسكم وأهليكم بتقوى الله وأدبوهم (١) فلا أعز على الإنسان من نفسه ولا أقرب له من أهله، ولا سعادة تعدل سعادة نجاة الإنسان وأهله يوم القيامة، قال تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور: ٢١].
وفي المقابل فإن خسارتهم يوم القيامة تعد خسارة عظيمة، قال تعالى:{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزمر: ١٥].
لذا فمن أولى أولويات الآباء في تربية الأبناء، وأوجب الواجبات في رعايتهم، وأحق الحقوق هو حقهم في البناء الإيماني الذي يؤهلهم لما ينتظرهم في دنياهم وآخرتهم.
ولا شك أن من كان في إيمانه أعمق كان في كل جوانب حياته أنجح، فلا أقل من أن يعرف كيف يستعين بربه في جميع أموره، وهو الأكثر يقينًا حال استعانته، وإن كان يجهل طريق الوصول لما يريد فإنه يعلم كيف يسأل الله أن يعلمه ويهديه إلى سواء السبيل.
(١) فتح الباري شرح صحيح البخاري (كتاب التفسير) (٨/ ٦٥٩) (أثر مجاهد).