بما أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، وأنه وحي من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، فكيف كان يأتي بواسطة جبريل عليه السلام؛ إذ إن مقتضى الوحي أن يكون من الله سبحانه لرسوله مباشرة؟
الجواب
بل مقتضى الوحي هو كما أخبر الله بقوله:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}[الشورى:٥١] ، فالوحي ينقسم إلى هذه الأقسام: إما أن يكلمه الله مباشرة، أو يكون من وراء حجاب، أو يرسل الرسول، وكل ذلك يسمى وحياً؛ ولهذا فإن الله سبحانه وتعالى يوحي أحياناً لعباده مباشرة كما كلم موسى ومحمداً صلى الله عليه وسلم، وأحياناً يكون عن طريق الملك جبريل عليه الصلاة والسلام، ولا يقتضي هذا أن يقال: إنه ليس بوحي، بل هو وحي.