للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجواب عمن يستشكل صفة النزول بانتقال الليل على مدار الزمان]

السؤال

يقال إن ثلث الليل يكون مستمراً على الكرة الأرضية، فكيف نجيب عن نزول الله عز وجل؟ وهل يكون الله نازلاً في جميع الأوقات؟

الجواب

سبق أن أجبنا عن هذا، وقلنا إن الله سبحانه وتعالى لا يقاس بخلقه، فنحن نقطع بأن الله سبحانه وتعالى ينزل على أهل كل بلد وأهل كل مكان حين يبقى ثلث الليل الآخر، حتى ولو كان هناك آخرون بعد ساعة لهم ثلث الليل؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يقاس بخلقه، وليس نزوله كنزول المخلوقين، وكما ضربنا مثلاً: لو قال قائل: كيف يسمع الله دعاء الناس له يوم عرفة، وقد اجتمع أكثر من مليون شخص على مختلف اللغات؟ فالإنسان لا يستطيع أن يسمع أكثر من واحد، لكن كيف يستمع الله عز وجل إلى مليون؟ بالنسبة لنا نحن البشر لا نستطيع أن ندرك ذلك، لكن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يسمعهم جميعاً، كما أنه يوم القيامة يجتمع آلاف الملايين، وليس مليوناً، ومع ذلك يحدثهم الله جميعاً في ساعة، كل واحد منهم يكلمه ربه ويحاسبه وحده، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان) ، فكيف يتم هذا؟! قد يقول العقل: لا يتم هذا، لكن الله تبارك وتعالى هو العظيم، ولا يقدر قدره ولا قدر صفاته إلا هو سبحانه وتعالى، وكل الخطأ ناشئ من قياس الله سبحانه وتعالى بخلقه، والله تبارك وتعالى لا يقاس بخلقه، هذا هو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>