ثم قال: [وقال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[الواقعة:٧٧-٧٩] ، بعد أن أقسم على ذلك] .
وبداية الآيات:{فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ}[الواقعة:٧٥-٧٨] ، أي محفوظ، كما قال تعالى:{كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ}[الصافات:٤٩] .
فما هو هذا الكتاب المكنون الذي (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) ؟ اختلف العلماء فيه على قولين: قيل: إنه القرآن، أي: المصحف، وقيل: إنه المكتوب في اللوح المحفوظ، وهذا هو الراجح، ولهذا قال:{لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[الواقعة:٧٩] .
فهذا خبر في أن هذا القرآن في ذلك اللوح المحفوظ، وأن ذلك اللوح المحفوظ لا يقربه إلا المطهرون، وهم الملائكة، لكن على القول الأول أنه المصحف فقد يمسه غير المطهر، بل قد يمسه المشرك، فهذا يرجح أن المقصود بالآية أنه مكتوب في اللوح المحفوظ.
إذاً لما كان مكتوباً في اللوح المحفوظ ومسطراً بحروفه وكلماته فهو كلام الله سبحانه وتعالى.