وهؤلاء الأربعة كل واحد له من الفضل العظيم ما ذكرته كتب الفضائل: فـ أبو بكر له فضائل، وعمر له فضائل، وعثمان له فضائل، وعلي له فضائل، ولو سردنا فضائل كل واحد منهم لقلت: ما أعظم هذه الفضائل، فكل واحد منهم له المنزلة والمكانة الرفيعة عند أهل السنة والجماعة.
قال المصنف: [لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره) ] .
هذا الحديث رواه الطبراني، ومسلم وغير واحد، فهو صحيح، لكن الإشكال في عبارة المصنف في قوله:(ثم علي) ، وأقول: لعلها هي الصواب.
وقوله:(أبو بكر ثم عمر ثم عثمان) هذا دليل على أن الصحابة مجمعون على تقديم هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم وأرضاهم.
قال المصنف: [وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه أنه قال: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ولو شئت لسميت الثالث) ] .
وقد ورد في بعض الروايات أنه قيل له: ثم أنت، فقال علي رضي الله عنه وأرضاه تواضعاً:(وهل أنا إلا رجل منكم) ، ولهذا أجمع العلماء على تقديم أبي بكر ثم عمر، ثم قال جماهير أهل السنة: إن الأفضل بعد عمر هو عثمان، ثم بعد ذلك علي، وقليل جداً من أهل السنة من قالوا: علي أفضل من عثمان.
والقول الصحيح في هذه المسألة هو أن عثمان أفضل من علي، ولهذا ورد عن بعض السلف رحمهم الله تعالى أنه قال: من قدم علياً على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار.
أي: لأنهم هم الذين اختاروه، كما في قصة مشاورة عبد الرحمن بن عوف بالخلافة، وكيف أنه أخذ يداول الأمر بين الصحابة جميعاً، ثم قال عند البيعة:(يا علي! لقد رأيت الناس لا يعدلون بـ عثمان، تعال يا عثمان فامدد يدك أبايعك، فبايعه) ، فدل على أن الغالبية العظمى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقدمون عثمان على علي رضي الله عنه وأرضاه.
وأما من قال بخلاف ذلك من أهل السنة فنقول: إن قوله مرجوح.